البحث المعمق في الموقع

مجريات الملتقى

  • 1
  • 2
  • 3

البيان الختامي و التوصيات

tawssiate

البيان الختامي و التوصيات 

الطبعة السادسة عشر


tawssiate button



محاضــــــرة الدكتــــــــور محمــــــد الزحيلــــــي

محاضــــــرة الدكتــــــــور محمــــــد الزحيلــــــي

بســــم الله الرحمن الرحيــــم

الحمـد لله رب العالميــن و الصلاة والسـلام علــى أشرف المرسليـــن وبعـــد:

فإن فضيلــة الدكتـور وزير الشؤون الدينية والأوقاف قد أشـار في كلمتـه إلى هـذا الموضـوع لخواص الخواص وهو من الدقـة بكثيـر فمثلاً إذا كان هناك مؤتمر لأطباء العيــون فكل أطبــاء البلــد لا يحضرون ولا يستفيدون ؛ فهو خاص بأطباء العيون أو أطبـاء القلب أو أطبــاء الأعصاب أو أطبــاء الأنف الحنجرة فالتخصص دقيق، فالإجتهاد أكثــر مــن هذه العلــوم.

فمــن هذا أيهـا الإخـوة أتكلـم في الحقيقـة عن هذا الموضـوع بشكـل عام ليستفيد منه أكثر الإخــوة الحاضرين ولا أتكلــم منه في جانــب التخصـص الذي لا يستفيـد منه إلا الطلبة المتخصصين في قســم الشريعــة ، حتى طــلاب أصول الدين والعقيـدة والحديـث والتفسيــر لا علاقــة لهــم في هــذا الموضوع ، فكيــف باختصاصـات اللغــة العربيــة والتاريخ والجغرافيــا وغيرهــا ؛ فمــن هنا فعــلا كما تفضــل الأخ فضيلــة الوزيــر أنه هذا الموضوع خاص الخواص .ومن هنا سأتكلم كلمة عامة :

الموضــوع يتعلــق بكلمتين أشـرت لهما في السابق في الكلمة الإفتتاحية وهي ما يتعلق بالعلم فالاجتهــاد أحــد أبواب العلم التي دعــا إليها الإسلام.

إن هــذا الموضوع يتعلـق بالفقــه و هـو الأحكام الشرعية العملية في الحياة وكل مسلم يحتــاج إلى معــرفة الأحكــام الشرعيــة في الحياة ولكن كيف يعــرفها ؟ يســأل أهـــل الاختصاص "فاسألــوا أهــل الذكــر إن كنتــم لا تعلمــون " ومــن هنا وجــد العلمـاء المتخصصون ، من هنا وجـدوا المفتون لنرجـع إليهـم ، كمــا أرجــع إلى الطبيب والصيدلي عنــدما أمــرض أو أحس بـأي شيء فلا بد من الطبيب الذي يصف الدواء ، و الصيدلي الذي يعرفه فلا يعقل أنــي أدخل إلى الصيدلية وأختــار الــدواء بنفســي .

كــذلك الأحكــام الشرعية تحتاج لمختص لمن يبينها للمسلم في هذا المجــال فيما يتعلــق بحياتـه أو أمـور الدنيا كلها ، فالفقه هو معرفة الأحكام وكل ما يجري في الدنيا ،كل مــا يتعلق بالإنسان ، فمن هنا يحتاج أن يعرف أحكام التجارة كاملة وأحكام الصناعــة كاملــة ويعرف الأحكام الإدارية كاملة من المصادر الشرعية .

ومن هنــا سأتكلم عن نقطتين جانبيتين فقط مــن جوانب الإجتهــاد بشكــل عام :

أولا : صلته بالشريعـة و أنه المصدر الثالـث من مصادر التشريـع .

ثانيــا : الاجتهـاد هو أوسع مصادر التشريع الإسلامي ، لمعرفة الأحكام الشرعية ، ولأختـمه بتطبيـق بسيــط جدا جداً على موضع الندوة وهو الاجتهـاد في مذهب مالك الذي توســع الاجتهاد عنـــد الإمام مالك رحمه الله وجزاه الله عن الإسلام والمسلميـن خيراً في ما تــرك وأصّل وبما قــام به علماء هذه الأمة وعلماء المذهب المالكي منذ أكثر من 1300 سنة حتى الآن وتــركوا لنا ثـــروة وتراثاً ضخماً لا مثيل لهــــا .

فمــن هنــا أيهــا الإخــوة : ما هو الاجتهاد ؟ وما علاقتي به أنــا كمسلم عادي ؟ نحـن مسلمون ، وديننا إلهي ، وأحكامنا شرعية سماوية من عند الله تعالى ولسنا أتباعا لبشـر لا أبو بكر، ولا لعمر، ولا أبوا حنيفة، ولا مـالك ،ولا ابن عباس ،ولا بـن مسعــود ولا أحد .هذا الأصل : الأحكام شرعية دين سمــاوي دين إلهــي ولكــن مصـدر هذا الدين السماوي الإلهي الأساسي هو القرآن الذي نزل من السماء والسنة التي أوحى الله بهــا إلـى الرســول عليـه الصلاة والسلام ، ولكن القرآن محصـور بآيـات الأحكــام مــن 500إلى 600 آيــة والسنة أيضــا محصورة في 100 ألف حديث فيها 05 آلاف أو 10 آلاف حديث في الأحكام .

إن الفقــه والأحكــام الشرعيـة الإسلامية جاءت لتغطي جمـــيع مجالات الحياة فمــن يأتي بالأحكام الأخرى مادام القرآن محصور والسنة محصورة وعددها قليل ، إذن بقية أحكـام الدنيا من أين نأتي بها ، هذا ما أشار إليه الرسـول الكـريم (ص)في حديث معاذ عندمــــا قال له يا معاذ- عندما أرسله قاضيا إلى اليمن –رضي الله عنه وكان أفقه الصحابة ومع ذلك أراد الرسول صلى الله عليه وسلم أن يختبر هذا القاضي ، كيـف سيقضي ، وهل منهجـه منهج إسلامـي ؟ وذهب إلى اليمن وفي ذلك الوقت وكانت مسيــرة شهــر ذهابــا وشهر إيابا .

فقـال : كيـف تقضـي إن عرض عليك قضاء يا معاذ ؟ قال : أقضي بكتاب الله ثم قال : فإن لم تجـد في كتــاب الله ؟ (الكتاب لا نجد فيه كل الأشياء ) قـــال : بسنة رسول الله (ص) قال: فإن لم تجد في (الكتاب والسنة ) قال : أجتهد رأي ، أعمل العقل والفكر بالقياس والاستحسان بناءا على ضوء القرآن والسنة ، فترد عبارة أظن يسمعها الكثــير من الإخوة غيــر المختصين وأجهزة الإعلام وعلى ألسنــة علماء الشريعة " الإجتهاد في مورد النص" إذا فيه نص في القرآن والسنة هنا لا يوجــد اجتهـاد ، هذا معناه عام و ليس هذا هو المعنى المقصود ، فالمعنى في هذه القاعدة الفقهية الجليلة لا اجتهـاد في مورد النص الذي ورد فيه أمر قطعـي في القـرآن والسنـة مثل :الصلاة أربع ركعـات الجلد مائة جلدة للزاني هذا لا مجال للاجتهــاد ، فلا يصــح 99 وللقاذف ثمانيــن جلدة حلف إنسان يمين عليه أن يكفر بإطعام عشرة مساكين ، فلا يصح تسعة مساكين أو كسوتهــم أو صيام ثلاثة أيام لا يقبل يومين ، هذه أمور قطعية في القرآن والسنة وهي محـدودة و ثابتة إلى أن تقوم الساعة ، هذه لا اجتهاد فيها وربَنا قطع بها في القرآن والسنة لتبقى لأنها لا تتغير ولا تتبدل على مدار الدنيا والتاريخ ،هذا القسم الأول في القـرآن والسنـة .

القســم الثـاني : دلالتة ظنية يعني يحتمل الاجتهاد، وأول ما بدأ الاجتهـاد في الإســلام بدأ في القرآن والسنة ؛فهم القرآن وفهم السنة واستخراج الأحكام منها تفسير الآيات ، بيان المــراد من هــذه الســورة أو من هذه الآية ، فالاجتهــاد إذا بــدأ في القــرآن والسنة .

فكلمة "لا اجتهاد في مورد النص " هذه كلمـة عامة تحتاج إلى ضبـط وتدقيق ، فمـن هنا كـان الإجتهاد هو المصـدر الثالث من مصادر التشريـع ولهذا سرّ الرسول عليـه الصـلاة والسـلام من جواب معاذ وأصبح شرعا لكل مسلم في الدنيا ، للعلمـاء وللعامــة الرجوع للقرآن أولا ثم السنة ثانيا ثم الإجتهاد ثالثا و بهذا الترتيب ، لكــن قد يقــال الأجتهـاد في القـرآن والسنة في الأمور الظنية التي تحتمل هذا وتحتمل هذا وهـي كثيــرة فــي القرآن الكـريم ،ومن هنا فكل أخ مسلم يقرأ تفسيرا من تفاسير القرآن يجد أن تفسيـر الطبـري يختلـف عن القرطبي عن ابن العربي عن الجصاص عـن الرازي عــن تفسير شقيقي الدكتـور وهبة ، فالفهـم للقرآن هذا هو الإجتهاد، فهم القــرآن والسنــة وخاصة في آيات الأحكام التي تتعلـق بالأمـور العملية في الحيــاة ، فإذن الإجتهاد يكون سائغا إذا كان من أهله ممن يملكون الملكة الفقهية التي تؤهلهم لهذا العمـل الجليـل ولذلك لمــا تسلط بعض الناس ممن هم ليسوا أهلا للإجتهــاد وصاروا بذلك يتفلسفون على النــاس ويصدرون أحكاما دينية وهـم غيــر متخصصيـن في الشريعة بل لا يعرفــون الفاعــل المرفوع من المفعــول بل لا يعــرفون قــراءة آيـة ويقول أحدهــم هذا رأي أجتهـد؟ فقال العلماء باب الإجتهاد مغلق لأنه لم يتوفر فيه ولا يوجد المتخصصون مثل المستشفى عندمــا يفتـــح للطب ولا يتوفر فيه أطباء القلب مثلاً فنوقـف المستشفى تقريبا حتــى نهيــئ الأطبــــاء المتخصصين فهل هذا معناه أننا ضد الطب مثلاً وضـد الصحـــة وضد مـرض القلـب و أمـراض العيـن إلى غيـر ذلك ومن هنــا أيضـا – والكلام ليس على إطلاقه – ألف الإمام الحافظ السيوطي المتوفى سنة 911هـ في القرن العاشر الهجري كتــاب في الرد على من يقـــول بإغلاق باب الإجتهاد ، وجهل أن الإجتهاد في كل عصر فرض ، و عرض في كتابــه القيـم هذا ،المجتهدين من زمن الرسول عليه الصـلاة والسـلام عصـرا عصرا إلى القرن السـادس والسابــع والثامن والتاسع طبعا : كان العـدد قليل ؛ هذا الفرق وإلى أن ابتلينا بالاستعمـار والتخلف في 200 و300 سنة الأخيرة ، ابتلينــا بلاءاً شديدا في العالم العربي و الإسلامي بقـــي عدد قليل من كبار العلماء مثل طبيب واحد في مدينة الجزائر فــيه 10 ملايين ، مـــاذا بوسعه أن يفعل ، كيف يستطيع أن يلبي حاجات الناس ؟ مستحيل صيدلـي واحد بمدينة الجزائر أو مدينة عين الدفلى ، ففيه مجتهدون ولكن قلة وكثرت النوازل والحيــاة في تشــدد ، ثم فــي القرن 20 و21 صار كل يـوم فيـه جديد ، كل يــوم فيه أمــور طارئة ، أمــور غريبة ،مــا هو الحكم الشرعي فيهــا؟ فقهاءنــا الإمــام مالك وابـن عباس وابن مسعود وأوبــوا بكر وعمـــر وعثمــان والشافعــي ، مــا سمعوا ولا خطــر ببالهـم المصارف الإسلاميـة ، ولم يعرفـوا التأميـن الإسلامي ولم يعرفوا الإجارة في العصر الحاضر فهي لم تكن في زمانهـم ، وصـارت فـي الوقـت الحاضر ، ما هو الحكم الشرعي لهـــا ؟ كيف نعمل ؟ نفتح البنوك الإسلامية أم نتـرك المجـال للبنوك الربوية التي يقف وراءها اليهود والرأسمالية التي تمتص دماء الناس ؟ فظهـرت والحمـد لله مــنذ مائـة سنة تقريبا صحوة طيبة وكبيرة في العالم الإسلامي وقـام عدد لا بأس به مـــن العلمـاء المجتهدين لبيان الأحكام الطارئة وإن كانوا لا يزالون قلة و لا يستوعبون حاجة المسلميـن و لذلك أضرب مثال : إذا مشينا في الشارع وجدنا مائة لائحـة لمائـة طبيـب ولا نجـد لائحـة واحـدة لعالم وخاصة إذا كان مجتهـد ، مائـة مهنــدس ولا نجـد لعالم واحـد ، فلا يـزال المجتهدين قلة ولكن الحمد لله متوفرون وجيدون ، فالآن في عصرنا الحاضر بدؤوا يبينـوا الأحكـام الجديدة مثل ، أطفال الأنابيب هذه لم تخطر على بال ابن عبــاس وابن مسعـود ولا مــالك ولا الشافعي ، ما هذا الطفل ؟ ما هو الموت الدماغي ؟ في كل يـــوم المشروبات و المأكولات الموجـودة في الحياة الآن ، الآلاف المؤلفـة من القضايا المستجــدة . ما هـو حكمهـا ؟

وهل الببسيكولا و السافن أب والكاكولا حلال أم حــرام وكيــف ؟ مـن هنا صار باب الإجتهاد واسع وأوسع الأبواب في تلبية حاجات الأمة في ضــوء القرآن والسنة وممن تتوفر فيهم الشروط التي ذكــرناها مــن قبل والتي يتـــوسع فيهــا العلماء .

أنـــا أستاذ شريعة عمري 70 سنة هل يقبل مني أن أبدي رأيي في عملية جراحية ، ما أعمل هــذه العمليـة ؟ أو لا تعملوها ؟ ألا يسخر مني ويستهزئ .أنا أستاذ جامعة 56 سنــة أن أبـــدي رأي في بناء قاعـــة ، في الأمور الهندسية أو فــي الأدوات الهندسيــة " هذا اختصاص " " فاسألــوا أهــل الذكر إن كنتم لا تعلمــون " فمــن هــنا : قبـل مائة سنة لا يوجــد إلا 03 جامعــات إسلاميــة فـي العــالم مـن أمريكــا إلــى أستــرالـيا {الزيتونة ، القيروان ، الأزهر } فتحــت الآن الجزائـــر فيهــا أكثــر مــن 200 كليـــة شريعة وبعد الكلية يأتي المعهد ، في مصـر وغيرهـا من الدول العربية ، لكــن لم يخرجوا بعد النخبة التي تصل لمرتبة الإجتهاد ولا يزالون قلة ، فمن هنا نحتـاج إلى الإجتهـاد وكيف لهـذا الإجتهاد له أوسع الأبــواب بدءا من زمن الصحابـة رضـوان الله عليهـــم ، مــا هو هذا الإجتهاد ؟ تفسير عملـــي في مذهــب الإمــام مــالك مــنه عندي قـرآن وسنة والإجماع و هو إبداء الـرأي من النـاس ويتفقـون على حكـم واحد ، فأصله إجتهاد ، القياس : إجتهاد وهو أنه تقيس مسألة غيـــر منصوص عليها علــى مسألة منصوص عليها بجامع العلة بينهما فمــثلا : القــرآن ذكر الخمـر المصنوعة من التمـر والعنب في زمـــن رسول الله عليه الصلاة والسلام الآن المشروبات التي تسمى روحية كذبـا وزورا ، مــا حكمهـــا ؟ هل يجـــوز أن نشربهــا أو لا ؟ مـن هنــا يأتــي القياس ؛قـياس النبيذ والمشروبات الأخرى التي تتفق مع الخمـر في الإسكـار، فالمشروبــات المسكــــرة حرام ، وأمثلته كثيرة ، وباب القياس أوسع أبــواب في أصــول الفقــه على سبيـل المثـال وسيلـة مــن وسائـل الإجتــهاد الإستحسـان الذي يقـول فيـه الإمـــام مالك رحمه الله الإستحسان تسعة أعشار العلم إذا قاله الإنسان معتقدا قد يخــرج من الإسـلام يعني أنــه يريد أن يشرع من عنده ونحن شرعنا من أصل إلهـي فأستحسـن في أمـر قريب مــن الآية والقرآن والسنــة أكثـر مـن الـرأي الثانـي أستحسنه بـناءا على الإجتهـاد الإستحسان ، الإستصلاح . والذي توسع فيها المذهب المالكي وتعتبر المصالح المرســلة والتي تقــوم عليها معظم دول العالم الآن ، تشريعـــات في دول العالــم في أي بلــد الإنجليــز ،إيطاليــا ، فرنسـا ، الصين ، أمريكا كيــف تصــدر قانونـا . الجزائر بلاد عربية ، تصـدر قانـون مشـروع لائحـــة ، نظـام جامعــة ، نظــام وزارة ، بــناء على مصلحة الناس لما يحقق النفــع لهم ، هـــذا استصلاح الحكـــم أو الإجتهاد عــن طريق المصلحة ،المصلحــة التــي لا تكون ملغات إذا لم يرد عليها مثلا: الربا هل يكون فيـــها مصلحة ؟ وكذلك الخمر؟ يقول بعض الناس قليل من الخمـــر ينعش القلــب إذا هنا فائــــدة فالقرآن قــال " يسألونك عن الخمر......فيهما إثـم كبير ومنافع للناس " أي مصلحة .المصلحة الكبـــرى والعظمـــــى الأكثرية ، الترجيح المنافـع والمفاســد فيه ضرر 10 بالمائــة، وفائــدة 90 بالمائــة كالجهاد لأعظم سنــام الإسلام والذي قام أجدادنا وأجدادكــم في هذا البلد العظيم بالشهداء ، إنهم يقتلون أنفسهم ويحــرقون وطنهم ؛ لولا دمائهــم وأمـوالهم التي بذلوها لما وصلنا وعشنــا في هذه المرحلة .الإستصلاح الذي يتوسع فيه المالكية توسعا كبيرا ومما يسمــى بسدّ الذرائع عند الإمام مالك و أصوله في سدّ الذرائع كلما أدى إلى مفسدة فهو مفسدة ، كلمــــا أدى إلى حرام فهو حرام كلما يؤدي إلى ضرر يمنع من أوله وهكذا حتى العرف يعتبر إجتهاد مصادر الشريعة أقول عدد المصادر12.11.10.مصدر4 متفــق عليهــا في مذاهــب القــرآن والسنــة الإجمــاع القيــاس ؛ البقيــة خالفـوا بها بعض العلمــاء خلاف ظــاهري أو لفظــي ولكـن قالوا فيها عمليا منها سدّ الذرائع ، أن نصدر حكم لما يترتب عليه نتيجة سيئة .على سبيل المثال وأنتم تعرفون أكثر منــي في هذا : أن نرسل أبناءنا وخاصة في المرحلــة الثانويــة أن يدرسوا في فرنسا أ و أمريكا ، الدراسة في الإسلام مطلوبـة أو ليست مطلوبـة ؟ هل من أحد يشكك فــي هــذا ولكن عندما نرسل طلاب صغار لم يختمــروا بعد إنهم سيفسدون ، سيستغلون ، سيسرقون منا ولهذا لا نرسلهم ، ولذلك معظم البلاد العربية العاقلـة والمتزنة قالــت لا أرسل طلبــة لتحصيــل العلم في الدولة الأخرى إلاّ بعد البكالوريا ، أو بعد الدكتوراه يكــون عاقلا متزنا هادئاً لا يؤثر عليه إنجليزي أو فرنسي .إذا طلب العلم حلال ولكنه يؤدي إلى مفاسد ، لا نريـــد أن نخسر شبابنا ولا أتكلم على بعض الفضائح في بعض البلاد التي أرسلـت 240 ألف طالب إلى أمريكا ليدرسوا هذا قــبل 20 سنــة والآن هــم يحصدون النتائــج طبعاً ليس 240 ألف فسدوا في أمريكا بل بعضهم بقي مستقيما ملتزما بل بعضهم كان من الدعاة وأسس مراكــز إسلاميـة في أمريكا ولكن نصفهم على الأقل انحرفوا وتركــوا الإسلام والعروبة وكل شيء أصبحـوا أبـواق لأمريكــا ، فهـذا كل ما يسمى بسدّ الذرائع فأصول الإمام مالك تبنى على الإجتهاد ومن هنا أيها الإخوة أخلص إلى أن الإجتهــاد بــاب من أبــواب الشريعة ، الذي تعرف عن طريقه الأحكام الشرعية بوسائل متعددة وبمختصين في هذا الميدان وهذا العمل الذي مشى عليه علماؤنا بدءاً من أبي بكر الصديق بعد وفاة الرسول عليــه الصلاة والسلام . الصحابة رضوان الله عليه والتابعين والأئمة ثم المذاهب ، هذا العمل الذي قاموا به أدى إلى إنتاج أعظم ثروة فقهية في العالـم الأحكـــام الشرعية الفقهيــة العملية الموجودة بتوسعها العام لا يوجد بها مثيل في العالــم في الفقــه الإسلامي مـما اضطر المؤتمر الدولي في القانون في فرنسا وغيره أن يعترفوا بهذا الفقه كمصدر من مصادر التشريع الدولي ، اعترافا بفضله في هذا بل أن محمدا ابن الحسن تلميذ الإمام مالك وتلميذ أبي حنيفة أول مــن ألّف كتاب في القانــون الدولي ويسموه أبوالقانــون الدولــي فــي هــذا .

أسأل الله سبحانه وتعالى أن يوفقنا لما يحبه ويرضاه و أن يعين علماءنا وطلابنا وأبنــاءنا وجامعاتـنا وكليــات الشريعــة لتخريــج المجتهديــن وليقومــــوا بهــذا العبء الطيب ، ويبينوا الأحكام الشرعية للمسلمين كما قرأت البـارحة عــنوان في حظرة الشريعة الإسلامية " لتعود الشريعة إلى الحياة كاملة فــي جميــع مجــال الحياة والحمد لله رب العالمين.

على الخط

حاليا يتواجد 3 زوار  على الموقع

سبر الأراء

رأيكم في فكرة تنظيم ملتقى دولي للمذهب المالكي